وفى ذلك فليتنافس المتنافسون فريق عمل اولاد ميت مسعود فى باريس |
| | مصعب الخير,,,,التاني | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
السنباطى
عدد المساهمات : 55 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 40 الموقع : http://bahrawy.yoo7.com/forum.htm
| موضوع: مصعب الخير,,,,التاني الخميس يناير 07, 2010 7:27 am | |
| مصعب الخير
بيعة العقبة الأولى
لما حلّ موسم الحج ، جاء من أهل يثرب اثنا عشر رجلاً فالتقوا بالنبي ( صلى الله عليه و آله ) في مكان يدعى العقبة فبايعوا سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) على :
ـ أن لا يشركوا بالله سبحانه شيئاً .
ـ و أن لا يسرقوا .
ـ و أن لا يزنوا .
ـ و أن لا يقتلوا بناتهم .
ـ و أن لا يكذبوا .
المهاجر الأول
طلب المسلمون من أهل يثرب من سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) أن يرسل معهم رجلاً يعلمهم الإسلام و يفقههم في شؤون الدين .
وجد سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) إن مصعباً أفضل من يقوم بهذه المهمة فأمره بالإستعداد للهجرة إلى يثرب .
امتثل مصعب بن عمير لأمر النبي ، و مضى مع إخوانه المسلمين إلى مدينتهم .
و هكذا كان مصعب أول من يهاجر في سبيل الله إلى مدينة يثرب .
حل مصعب ضيفاً على سعد بن زرارة و هو أحد السابقين إلى الإسلام .
و مرّت الأيام و مصعب بين إخوانه يعلّمهم الإسلام و يقرأ عليهم القرآن .
انتشار الإسلام
أراد سعد بن زرارة أن ينتشر نور الإسلام في يثرب كلّها فأشار على مصعب أن يتوجها معاً إلى منازل بني الأشهل و منازل بني ظفر ، و كان سعد بن معاذ و أسيد بن حضير سيدي بني الأشهل يومذاك . كاناً ما يزالان على الشرك .
قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير :
ـ اذهب إلى هذين الرجلين فانهرهما و اطردهما عن دورنا . إن سعد بن زرارة ابن خالتي و أنا استحي منه .
أخذ أسيد بن حضير الحربة و مضى اليهما و حولهما جماعة من أهل يثرب يصغون إلى آيات القرآن .
رأى سعد بن زرارة أسيد قادماً نحوهما فقال لمصعب :
ـ هذا سيد قومه فإن أسلم دخل قومه في الإسلام .
وقف أسيد بن حضير قريباً منهما و صاح بهما مهدداً :
ـ إذا كنتما تحبّان الحياة فانصرفا .
أجاب مصعب بأدب الإسلام :
ـ ألا تجلس قليلاً فتستمع فان رضيت أمراً قبلته و إن كرهت ذلك انصرفنا .
قال أسيد : أنصفت .
ركَّز أسيد حربته في الأرض و جلس اليهما .
راح مصعب يتلو بخشوع ما تيسّر له من آيات القرآن الكريم .
شعر أسيد أن الإيمان يدخل في قلبه كما يدخل الماء البارد .
تغيّرت ملامح وجهه بسرعة ، تبددت عنه ملامح الغضب و شاعت البسمة فيه فقال بودّ :
ـ ما أحسن هذا و أجمله .
فقال مصعب :
انّه خير الأديان جاء به نبي معروف بالصدق مشهور بالأمانة و مكارم الأخلاق .
سأل أسيد :
ـ ماذا يصنع المرء إذا أراد الدخول في هذا الدين .
قال مصعب :
يغتسل و يتطهّر ثم يشهد شهادة الحقّ و يصلّي ركعتين .
نهض أسيد و مضى إلى منزله فاغتسل و تطهّر و عاد إليهما فأعلن شهادة الإسلام ، و صلى ركعتين ، و بعدها قال :
ـ إن ورائي رجلاً إن اتبعكما لم يتخلّف عنه أحد من قومه و سأرسله إليكما الآن .
إسلام سعد بن معاذ
عاد أسيد بن حضير إلى صديقه سعد . عندما رآه سعد بن معاذ من بعيد قال لمن حوله :
ـ أقسم بالله لقد جاءكم أسيد بوجه آخر .
أي أن أسيد قد تغيّر لم يكن أسيد السابق .
قال سعد لأسيد :
ـ ما فعلت ؟
قال أسيد :
ـ لقد نهيتهما فقالا لا نفعل إلاّ ما تحبّ .
قال سعد :
ـ و أين هما الآن ؟
قال أسيد :
ـ في مكانهما .
قال سعد بغضب :
ـ إذن فأنت لم تفعل شيئاً .
نهض سعد من مكانه و أخذ الحربة من أسيد و انطلق نحو مصعب بن عمير .
عندما وصل هناك صاح بعصبية :
ـ من سمح لكما بالمجيء هنا ؟
ابتسم مصعب و دعاه إلى الجلوس و الإصغاء و قال له :
ـ إن كرهت ما تسمعه منّا انصرفنا .
جلس سعد بعد أن ركَّز الحربة في الأرض .
تلا مصعب شيئاً من القرآن و عرض عليه الإسلام بأخلاقه الكريمة و ما فيه من محبّة و إخاء .
شعر سعد بأن قلبه يخفق لإسلام و دخل الإيمان في قلبه فأعلن شهادة الحقّ .
أصبح سعد مسلماً دون أن يعلم به أحد فقرّر في نفسه شيئاً .
كان سعد بن معاذ سيّد بني الأشهل و زعيمهم ، فذهب إليهم و معه مصعب بن عمير و كانوا ينتظرون عودته .
عندما وصل قريباً منهم لم يجلس بينهم ، فخاطبهم واقفاً :
ـ يا بني الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم ؟
فأجابوا جميعاً :
ـ سيّدنا و أفضلنا رأياً .
عندها قال سعد بن معاذ :
ـ إن كلام رجالكم و نسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله و رسوله .
و هكذا آمن بنو الأشهل جميعاً برسالة الإسلام .
و راح مصعب بن عمير يعلّمهم أصول الإسلام و يفقههم في الدين .
بيعة العقبة الثانية
حلّ موسم الحجّ الجديد ، فخرج مصعب بن عمير و معه جماعة من المسلمين و المشركين إلى مكّة ، كان المشركون يحجّون إلى الكعبة و كانت لهم مراسم خاصّة .
كان مصعب يريد لقاء النبي ( صلى الله عليه و آله ) و إطلاعه على انتشار الإسلام في يثرب .
اتصل وفد من المسلمين بسيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) سرّاً و اتفقوا على الاجتماع به في وادي العقبة ليلاً بعد أن ينام الناس حتى لا تعرف قريش بذلك .
كان المشركون من أهل يثرب لا يعلمون بهذا الاتفاق ، فعندما ناموا تسلل المسلمون بحذر و اتجهوا إلى وادي .
العقبة كانوا ثلاثة و سبعون مسلماً و فيهم امرأتان فقط إحداهما نسيبة بنت كعب اُم عمارة من بني النجار و أسماء بنت عمرو من بني سلمة .
جاء سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و معه عمّه العباس و كان يكتم إسلامه خوفاً من قريش ، و بايع المسلمون سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) على الدفاع عن الإسلام و الوقوف مع النبي في وجه أعدائه جميعاً .
و عندها سألوا رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قائلين :
ـ فما لنا إن نحن بايعناك و وفينا لك .
أجاب سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) :
ـ الجنّة .
الصنم مناة
عاد الوفد إلى المدينة و عاد مصعب بن عمير ، فرحاً بانتصار الإسلام .
انتشر الإسلام و أضاء نوره مدينة يثرب .
لم يبق بيت فيها دون أن يدخله الإسلام ، فيما أصرّ البعض على الشرك و عبادة الأصنام .
كان عمرو بن الجموح أحد الذين بقوا على الشرك ، و كان ابنه معاذ من الذين بايعوا سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) في وادي العقبة .
اتخذ عمرو بن الجموح صنماً من خشب و سمّاه مناة و جعله في ساحة الدار . كان عمرو يتوجّه إلى عبادته كلّ يوم .
فكّر معاذ بطريقة يقنع فيها أباه بأن الأصنام لا تضرّ و لا تنفع . فاتفق مع بعض أصدقائه الذين اعتنقوا الإسلام على أمر .
حلّ المساء و أوى عمرو بن الجموح إلى النوم ، و ظلّ ابنه ساهراً ، كان ينتظر قدوم رفاقه .
و في الساعة المتفق عليها حضر الأصدقاء .
فتح معاذ الباب بحذر و دخل الفتيان إلى ساحة المنزل حيث يوجد الصنم مناة .
شدّوه بالحبال و جرّوه خارج الدار و ذهبوا به خارج المدينة إلى حيث يلقي الناس النفايات و الأوساخ . وجدوا حفرة مليئة بالقاذورات فرموه فيها منكوساً .
عاد معاذ إلى منزله و نام في فراشه دون أن يشعر بخروجه و دخوله أحد .
و في الصباح استيقظ عمرو بن الجموح فلم يجد " مناة " .
راح يبحث عنه في الأزقة و هو يصيح :
ـ مَن سرق آلهتنا ؟!
و بعد أن بحث عنه وجده في الحفرة منكوساً . فأخرجه و عاد به إلى المنزل و راح يغسله من القاذورات و الأوساخ ، ثم رشّه بالعطور و أعاده إلى مكانه و سجد له معتذراً !!
في الليلة التالية حضر الرفاق و ساعدهم معاذ على جرّه إلى خارج الدار ، فانطلقوا به إلى خارج المدينة و رموه في الحفرة نفسها .
استيقظ عمرو بن الجموح ، و عندما لم يجد " مناة " ذهب إلى خارج المدينة و عاد به حيث نظّفه مرّة اُخرى .
كان منزعجاً هذه المرّة فعلّق في رقبة " مناة " سيفاً و خاطبه قائلاً :
ـ إذا كان فيك خير فدافع عن نفسك .
حلّ الظلام و جاء أصدقاء معاذ و جرّوه مرّة اُخرى و ذهبوا به إلى مكان آخر حيث ربطوه مع كلب ميّت و ألقوه في إحدى الحفر .
و في اليوم التالي بحث عمرو بن الجموح عنه . و عندما وجده مربوطاً مع كلب ميت أخذ السيف عن عنقه و ركله بقدمه قائلاً :
ـ تباً لك من إله بائس .
و في تلك اللحظة آمن عمرو بن الجموح برسالة الإسلام و فرح معاذ بإسلام والده .
هجرة النبي
عندما اشتد أذى المشركين أشار النبي على أصحابه بالهجرة إلى المدينة .
راح المسلمون يتسللون من مكّة فرادى و جماعات .
شعرت قريش بهذه الهجرة فألقت القبض على بعضهم و عذّبتهم . و في تلك الفترة و بعد أن مضى ثلاثة عشر سنة على بعثة النبي ( صلى الله عليه و آله ) فكّرت قريش و بتحريض من أبي جهل بقتل سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .
و هبط الوحي يخبر رسول الله بذلك و يأمره بالهجرة .
استدعى النبي ( صلى الله عليه و آله ) ابن عمّه علي بن أبي طالب و عرض عليه أن ينام في فراشه حتى لا يحسّ المشركون بخروجه ، فرحّب علي بذلك .
و عندما اقتحم المشركون منزل النبيّ و رأوا عليّاً في فراشه تعجّبوا لهذه الشجاعة و هذه التضحية الفريدة .
وصل سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) المدينة و استقبله أهلها بالزغاريد و الأناشيد و خرجت الفتيات ينشدن بفرح :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع *** وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
ايّها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع *** جئت نوّرت المدينة مرحباً يا خير داع
و من ذلك اليوم تحوّل اسم يثرب إلى المدينة المنوّرة ، و بدأ سيدنا محمّد في بناء المجتمع الجديد .
و كان أوّل شيء فعله سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) هو بناء المسجد ليكون رمزاً للتوحيد و عبادة الله وحده لا شريك له ، ثم آخى بين المهاجرين و الأنصار ، فالمسلمون إخوة و هم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر .
معركة بدر
كان المشركون في مكّة قد أغاروا على بيوت المسلمين المهاجرين و نهبوها .
أراد سيّدنا محمّد تأديب قريش و عندما سمع بقرب عودة قافلة تجارية لهم من الشام ، أمر المسلمين بالاستعداد لمصادرتها .
سمع أبو سفيان و كان يقود القافلة بالأخبار ، فأرسل استغاثة إلى قريش ، كما غيّر طريق القافلة .
استعدّ المشركون لمواجهة المسلمين ، فعبأوا جيشاً يتألّف من تسعمائة و خمسين مقاتل و زحفوا باتجاه المدينة .
عبّأ سيدنا محمّد جيشه ، سلّم لواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير ، و سلّم لواء الأنصار إلى سعد بن معاذ ، أما رايته و تسمّى " العقاب " فسلّمها إلى علي بن أبي طالب .
و عندما حدثت المعركة خاض المسلمون قتالاً مريراً . نصر الله عباده المؤمنين فقتلوا كثيراً من أعداء الإسلام . و قتل الله أبا جهل ، قتله فتى الأنصار معاذ بن عمرو الجموح . كما قُتل اُمية بن خلف الذي كان يعذّب بلال الحبشي في الصحراء . و وقع في أسر المسلمين الكثير من المشركين من بينهم النضر بن الحارث الذي كان يعذّب المسلمين في مكّة .
قال النضر بن الحارث لمصعب بن عمير :
ـ كلّم صاحبك " أي سيّدنا محمّد " أن يجعلني كرجل من الأسرى .
قال مصعب :
ـ انّك كنت تعذّب أصحابه .
حاول النضر أن يبثّ في روح مصعب حميّة الجاهلية فقال له :
ـ لو أسرتك قريش لمنعتهم عن قتلك .
قال مصعب :
ـ لست مثلك لقد قطع الإسلام العهود .
كان مصعب لا يفكّر في شيء سوى الإسلام و لا يطيع أحداً إلاّ الله و رسوله .
معركة اُحد
كانت قريش تستعد للثأر من المسلمين ، مرّ عام على معركة بدر ، فجهّز المشركون جيشاً كبيراً بقيادة أبي سفيان بلغ تعداده ثلاثة آلاف مقاتل . زحف جيش المشركين نحو المدينة المنوّرة .
كان اليهود في المدينة قد شعروا بالقلق بعد انتصار الإسلام في معركة بدر ، فازداد حقدهم و ذهب كعب بن الأشرف و هو من يهود بني النضير إلى مكّة لتحريض المشركين على الثأر .
قال له أبو سفيان :
ـ أنتم اليهود أصحاب كتاب ، أيُّ الدينين أفضل ديننا أم دين محمّد ؟
فقال اليهودي بحقد :
ـ دينكم أفضل يا أبا سفيان .
و هكذا نجح اليهود في تحريض المشركين فخرج جيشهم قاصداً المدينة المنوّرة .
المواجهة
بعد مشاورات في مسجد النبي اتفق المسلمون على مواجهة الغزو خارج المدية في جبل اُحد .
و عبأ سيّدنا محمّد جيشه الذي بلغ تعداده سبعمائة مقاتل . و سلّم اللواء إلى الصحابي البطل مصعب بن عمير .
كان سيدنا محمّد قد أمر خمسين من أمهر الرماة بالتمركز فوق جبل " عينين " .
كانت مهمّة الرماة حماية الجيش الإسلامي من هجوم قد يشنّه فرسان المشركين من الخلف .
لهذا أوصاهم النبي ( صلى الله عليه و آله ) بعدم ترك أماكنهم في كلّ الظروف و قال ( صلى الله عليه و آله ) لهم :
ـ احموا ظهورنا و إن رأيتمونا غنمنا أو قُتلنا فلا تبرحوا ( تغادروا ) مكانكم .
عندما بدأت المعركة سجّل المسلمون انتصاراً ساحقاً ، و بدأوا يطاردون المشركين .
نسي الرماة فوق الجبل وصيّة النبي ( صلى الله عليه و آله ) . كانوا يراقبون إخوانهم و هم يجمعون الغنائم ، لهذا غادروا مواقعهم .
صاح قائد الرماة بهم و ذكرهم بوصيّة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) فقالوا له :
ـ لقد انهزم المشركون و لا داعي لبقائنا .
و في تلك اللحظات الحساسة شنّ فرسان المشركين بقيادة خالد بن الوليد هجوماً مفاجئاً ، و قاموا بحركة التفاف خلف الجيش الإسلامي .
لم يستطع الرماة الذين بقوا فوق الجبل وقف الهجوم و استشهد بعضهم .
فوجئ المسلمون بالهجوم ، فارتبكوا و دبّت الفوضى في صفوفهم .
صمد سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و حوله بعض أصحابه المخلصين و في طليعتهم علي بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب و مصعب بن عمير .
كان لواء المسلمين في يد مصعب و كان مع الذين ثبتوا في أرض المعركة دفاعاً عن رسول الله .
شدّد المشركون هجماتهم على صاحب اللواء لأن سقوط اللواء معناه الهزيمة .
لهذا قاتل مصعب بن عمير ببسالة فريدة ، و بعد مقاومة بطولية سقط على الأرض شهيداً .
أمر سيدنا محمّد عليَّ بن أبي طالب برفع اللواء عالياً و استمرّت المعركة و سقط حمزة سيد الشهداء .
و ظلّ بعض الصحابة الأبطال يقاتلون بضراوة ، و في طليعتهم أبو دُجانة الأنصاري و سهل بن حنيف .
أصابت سيّدنا محمّد جروح بليغة ، و المشركون يستهدفونه بهجمات عنيفة ، و هو يخاطب عليّاً في كلّ مرّة قائلاً :
ـ اكفني هؤلاء .
و علي يقاتل بسيفه ذي الفقار غير مبال بالجراح حتى هبط جبريل و قال لسيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .
ـ يا محمّد إن هذه المواساة . . عجبت منها الملائكة .
و سمع البعض منادياً في السماء يهتف :
ـ لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتى إلاّ علي .
الانسحاب
بالرغم من حراجة الموقف فقد فكّر سيدنا محمّد بالإنسحاب ليجمع قوّاته ، لهذا كان يصيح بالمسلمين :
ـ أنا رسول الله هلموا ( تعالوا ) إلي .
قاد النبي ( صلى الله عليه و آله ) العائدين من أصحابه إلى مرتفعات اُحد ، لتكون مهمة الدفاع أسهل .
وقف أبو سفيان في أسفل الجبل و صاح :
ـ يومٌ بيوم بدر .
ثم قال :
ـ اعل هبل . .
ـ الله أعلى و أجلّ .
فصاح أبو سفيان :
ـ لنا العزى و لا عزى لكم .
فقال النبي ( صلى الله عليه و آله ) :
ـ الله مولانا و لا مولى لكم .
انتهت المعركة و تعلّم المسلمون درساً لن ينسوه و هو طاعة سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) في كلّ الظروف و الأحوال .
كانت خسائر المسلمين في هذه المعركة سبعين شهيداً ، و بلغ قتلى المشركين ثمانية و عشرين .
وصل سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) إلى المدينة و فرح المسلمون بعودة رسول الله سالماً .
عزى سيدنا محمّد حمنة بنت جحش بشهداء ثلاثة أوّلهم خالها فقالت :
ـ إنّا لله و إنّا إليه راجعون غفر الله و رحمه و هنيئاً له الشهادة .
ثم عزّاها بأخيها عبد الله فقالت :
إنا لله و إنا إليه راجعون هنيئاً له الشهادة .
ثم عزّاها بزوجها مصعب بن عمير .
لم تتحمل هذه المؤمنة الصابرة فصاحت :
ـ واحزناه و بكت بمرارة .
كان سيدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) يدرك أن حمنة تحبّ زوجها البطل كثيراً لهذا لم يخبرها مباشرة .
و انصرفت تلك المرأة المؤمنة و هي تبكي فقال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) :
ـ إن للزوج من المرأة مكاناً ما هو لأحد من الناس .
و هكذا انطوت صفحة مشرقة من الجهاد كان اسم الصحابي الكبير مصعب بن عمير في أولى سطورها المضيئة .
و المسلمون اليوم يذكرون بإعجاب مواقف هذا الداعية البطل الذي تحمّل كلّ صنوف العذاب من سجن و غربة من اجل الإيمان و الإسلام ، ليبقى اسمه مصعب الخير خالداً في ذاكرة الأجيال | |
| | | | مصعب الخير,,,,التاني | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| » مصعب الخير,,,,الاول » أبو ذر الغفاري,,,,التاني » المُخْتارُ الثَّقَفي,,,,التاني
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|